إعادة تأهيل حديقة الكرنتينا.. مساحة عامة آمنة وصديقة للأطفال
بالتعاون مع “مبادرة حسن الجوار” في الجامعة الأمريكية في بيروت، وبالتنسيق مع محافظ وبلدية بيروت، افتتحت “اليونيسف” و”منظمة أرض الإنسان إيطاليا” و”جمعية كتاليتك أكشن” حديقة الكرنتينا العامة التي أُعيد تأهيلها بمبادرة لدعم العائلات والمجتمعات في الكرنتينا بعد انفجار مرفأ بيروت، بهدف خلق الوعي لأهمية توفير مساحات عامة صديقة وآمنة للأطفال وعائلاتهم والمجتمع المحلي.
خلال مرحلة التنفيذ، تم الاعتماد على نهج تشاركي من خلال سلسلة من الأنشطة بمشاركة الأطفال وأعضاء المجتمع المحلي والشباب ومقدمي الرعاية وأصحاب المصلحة الرئيسيين، لتشجيع وضمان مساهمة المجتمع في خلق مساحة شاملة صديقة للأطفال.
تخلّل الافتتاح مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية والتثقيفية حول مواضيع حماية الطفل وحقوقه تحت إطار مبادرة “قدوة”، وهي مبادرة أطلقتها اليونيسف وتنفذها منظمة أرض الإنسان إيطاليا لتشجيع السلوكيات والأعراف التي تعزّز الرفاهية والكرامة والمساواة للنساء والفتيات والفتيان في لبنان.
من جهتها، ترى ممثلة اليونيسف في لبنان، يوكي موكو، أن وجود مساحات عامة مثل حديقة كارنتينا، فرصة لتعزيز المشاركة المجتمعية لمنع العنف والاستغلال وسوء المعاملة، ولتعزيز التغيير الاجتماعي والسلوكي من أجل ضمان حماية ورفاهية الفتيان والفتيات والنساء، مشيرة إلى أن المساحات الصديقة للطفل تتميّز في كونها تصبح مرجعًا ملموسًا لحقوق الطفل، ومثالاً مرئياً للخدمات الملائمة للأطفال داخل المجتمع، وذلك من خلال إستخدام جميع أفراد المجتمع لها بشكل متساوٍ من جهّة، وعمل المؤسسات المحلية على الترويج للحوكمة المراعية للأطفال من جهّة ثانية.
أما ممثل منظمة أرض الإنسان إيطاليا في لبنان، لوكا ريتشاردي، فسلط الضوء على أهمية هذا المشروع، مؤكدًا أن إعادة تأهيل مساحة صديقة للطفل لا تتطلب تطوير المساحة مادياً فحسب، بل تشمل أيضاً إعادة تعريف للمكان بأكمله ليتماشى مع الأولويات والاحتياجات المحدّدة من قبل أفراد المجتمع.
ويضيف: “عملت منظمة أرض الإنسان إيطاليا بالتعاون مع جمعية “كتاليتك أكشن” وبالشراكة مع اليونيسف على إعادة تعريف الحديقة، لإعطاء الأطفال تجربة شاملة ومسلية وآمنة بدلاً من مجرد حديقة، ما يعزّز تنمية الحواس المختلفة الضرورية لنمو الطفل”، لافتًا إلى أن هذا المشروع هو جزء من استراتيجية أوسع تنفّذها منظمة أرض الإنسان إيطاليا في الكرنتينا، وتهدف إلى العمل مع الأطفال ومقدمي الرعاية والمجتمع ككل لتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع تداعيات إنفجار مرفأ بيروت، ومع الأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد حاليًا.
بدورها، ، المؤسسة الشريكة والمنسّقة الرئيسية لجمعية “كتاليتك أكشن”، جوانا دباج، قالت: “كان تركيزنا الأساسي خلال إعادة تأهيل الحديقة ضمان تلبية حاجات ورغبات المجتمع، وتم هذا الأمر من خلال العمل المباشر مع الأطفال الذين قد يزورون الحديقة، وكذلك مع مقدمي الرعاية والمجتمع المحلي”، مضيفة: “نعتقد أن للأطفال الحق في الشعور بالأمان واللّعب، وأن يكون لديهم صوت في إعادة اعمار بيروت؛ ومن خلال ورش العمل التشاركية، عبّر الأطفال عن أفكار تتعلق بالمنتزه، والتي تُرجمت بشكل مباشر في الحديقة”، آملة أن تكون ورش العمل التشاركية قد غرست لدى الأطفال والمجتمع الشعور بالإنتماء إلى الحديقة.
الجدير ذكره أنه تم إعادة تأهيل الحديقة تحت إطار مشروع “تنشيط حماية الطفل في محافظتَي جبل لبنان وبعلبك-الهرمل”، وتم الاعتماد على المهارات والمواد المحلية، بهدف إفادة الاقتصاد المحلي.